القسم الثاني: مبادئ البيانات الانتخابية المفتوحة

مقدّمة

تعمل منظمات عديدة على جمع البيانات لتأدية مهامها، أو بهدف تقديم خدمة معينة. فتقوم المؤسسات العامة، كهيئات إدارة الانتخابات مثلاً، بإنتاج وجمع كميات كبيرة من البيانات. في دولٍ عدة، تعتبر البيانات التي تجمعها هذه المؤسسات بياناتٍ عامةً، بموجب القانون، ومن المنطقي أن يتم تشاركها مع عموم الناس. بالإضافة إلى ذلك، تشكّل البيانات التي يتمّ جمعها ركيزةً أساسيةً لعمليات صنع القرارات وتنفيذها. وبتعميم المؤسسات العامة لهذه البيانات، فهي تؤكّد على نيتها باعتماد الشفافية في ما يتعلق بعمليات صنع القرارات وتنفيذها. ويكون بإمكان المواطنين والمنظمات بالتالي استخدام هذه البيانات لإخضاع المؤسسات العامة للمساءلة. ذلك أنّ جعل البيانات "مفتوحة" أمر مفاده أن يتمّ نشر هذه البيانات على نحوٍ يمكّن عموم الأفراد من استعمالها وإعادة استعمالها وإعادة توزيعها بسهولة وبالمجان. وكما سنأتي على وصفه في هذا القسم، تكون البيانات.

الانتخابية "مفتوحة" عندما تكون:

تعتبر البيانات المفتوحة، وبخاصة البيانات الانتخابية المفتوحة، بمثابة مصدر قيّم من المعلومات لم يتم استكشافه سوى مؤخراً. وعلى الرغم من أنّ مجال "البيانات المفتوحة" لا يزال يانعاً، تتعدّد الأمثلة المتوفرة حول سبل الاستفادة من "البيانات المفتوحة" على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي من حول العالم. عندما تكون البيانات الانتخابية "مفتوحةً"، فهي تسهم في ما يلي:

  • زيادة شفافية كل عملية انتخابية عندما تقوم المنظمات المدنية لمراقبة الانتخابات مثلاً بجمع هذه البيانات مع البيانات التي تتوصّل إليها من خلال جهود المراقبة؛
  • زيادة فعالية هيئة إدارة الانتخابات عندما تتيح هذه البيانات مثلاً للناخبين التحقق من الأسماء المسجّلة في عناوينهم أو عندما تنشر مثلاً صور محاضر النتائج ويكون بمقدور المواطنين التحقق من تسجيل النتائج؛
  • زيادة مشاركة الناخبين في الانتخابات عندما تعود المنظمات المدنية مثلاً إلى معدلات التسجيل من أجل مساعدة المجموعات المهمّشة عبر التاريخ على التسجيل من أجل التصويت أو عندما تستخدم الأحزاب السياسية هذه المعلومات لأغراض الاتصال بالناخبين؛
  • زيادة مشاركة المواطنين عندما تنشر النتائج الخاصة بكلّ مكتب اقتراع ويكون بمقدور الناخبين التحقق من نتائج المكتب الخاص بهم ومقارنتها بسائر مكاتب الاقتراع الأخرى؛
  • تعزيز شمولية المجموعات المهمّشة عندما تستخدم المنظمات المدنية مثلاً المعلومات من أجل المدافعة عن إمكانية وصول هذه المجموعات إلى مراكز الاقتراع بمعنى أن تتاح أوراق الاقتراع باللغات المحلية؛
  • تخفيف حدة التوتر عندما تقوم منظمات مراقبة الانتخابات مثلاً بجمع بيانات النتائج ببيانات تقييم عملية اليوم الانتخابي والتوصّل إلى تصوّرات أولية للنتائج؛
  • توليد أفكار جديدة عندما تقوم المنظمات المدنية مثلاً بجمع بيانات النتائج بالمعلومات المتعلقة بمواقع العنف الانتخابي.

لا تزال الإمكانيات التي من شأنها أن تجعل البيانات الانتخابية مفتوحةً أكثر غير مستثمرة بالكامل. ولكن، توفّر المبادئ التالية للبيانات الانتخابية المفتوحةً وسيلةً للاستفادة من تلك الإمكانيات.